المشاكل الزوجية فوائدها

لا تخلو المجتمعات البشرية بشتى تنوعاتها العرقية والإثنية والدينية من المشاكل الزوجية في مجتمعاتها وتتنوع هذه المشاكل ما بين الخفيفة والتي غالبا ما تنتهي بالصلح وعودة الصفاء في داخل إطار الزوجين وما بين الكبيرة والتي تنتهي قسما كبيرا منها بالطلاق والقسم الآخر بحياة مليئة بالمشاكل والأزمات . وهناك العديد من البحوث والدراسات من الشرق والغرب حول طرق إحتواء ومعالجة المشاكل الزوجية ومن ضمن هذه الكتب والتي أعتقد إنها من أبرزها وأجملها وخاصة وإن كاتبها هو من الندرة المتخصصين في هذا المجال كتاب " المشاكل الزوجية : فوائدها وفن إحتواءها " للأستاذ جاسم محمد المطوع الذي كان يعمل سابقا قاضيا في محكمة الأحوال الشخصية في الكويت ويعمل حاليا مذيعا ومعدا للعديد من البرامج التي تهتم بشئون الأسرة ومشاكل الزواج والطلاق وغيرها .

الفصل الأول

يعرف الكاتب المشاكل الزوجية بقوله " تعرف الخلافات الزوجية بأنها تضارب وجهات نظر الزوجين حيال بعض الأمور التي تخص أيا منهما أو تخصهما كليهما بحيث تستثير إنفعال الغضب أو السلوك الإنتقامي أو التفكير فيه " ومن مظاهرها طبعا السخرية من الآخر أو المناقشات الكلامية الحادة أو محاولة كل منهما التقليل من شأن الآخر سواء في دوره في داخل الأسرة أو المجتمع . ثم ينتقل المؤلف إلى التعريف بالمشاكل الزوجية وأنواعها المختلفة ويصنفها إلى مشاكل صحية ومشاكل سلوكية ومشاكل دينية ومشاكل إجتماعية ومشاكل جنسية ومشاكل ثقافية ومشاكل تربوية وغيرها .

ثم يعرض المؤلف الإشكالات العديدة للمشاكل الزوجية فمنها الظاهر ومنها الباطن ومنها العابر ومنها الدائم وطبعا يقصد الكاتب من هذه الإشكالات كما ذكرت في المقدمة إن هناك مشاكل خفيفة بين الزوجين وتحل عادة في داخل الأسرة وآخرى عميقه وبعضها عميقه جدا وقد تصل إلى الطلاق فعلى الزوجين تحديد إشكالية الخلاف بينهما أولا ثم العمل على إيجاد الآلية المناسبة لحلها وهذا التصنيف ينفع لبعض الأزواج الذين يتعمدون على تضخيم المشاكل العابرة الصغيرة حتى يصل الأمور في بعض الأحيان إلى الإنفصال والطلاق .

وفي الفصل الثاني

من الكتاب يستعرض الكاتب سبعة مفاهيم للمشاكل الزوجية ويقول في مقدمته بأن المشكلة تحدث عندما يريد الإنسان أن يخلق مشكلة إذ إن الإنسان هو الذي يجعل من الحدث مشكلة ويعتمد ذلك على أسلوبه وطريقة تعامله مع الحدث فإما أن يتعامل معه بصعوبة أو ببساطة وسهولة فلا يعود الحدث مشكلة فالإنسان إذن هو السبب . ويذكرني كلام الأستاذ المطوع هنا ببعض القصص التي أسمعها عادة من صديقاتي حول بعض المشاكل اللاتي يعانينها من أزواجهن وعند سماعي لهذه القصص أكتشف إن المشكلة عادة تبدأ من حدث عادي جدا ولا يستحق أي إثارة للخلاف من هذا الطرف أو ذاك فواحدة منهن دخلت في سجال عنيف مع زوجها كونها كانت تريد متابعة مسلسل تركي جاء توقيت بثه في نفس الوقت الذي كان فيه زوجها يريد متابعة برنامج ساخن في إحدى القنوات الأخبارية المتخصصة وكانت النتيجة شجار عنيف حدث من لاشىء حرما الزوجين من متابعة المسلسل والبرنامج معا .

وفي الفصل الثالث

يعالج الأستاذ المطوع فن إحتواء المشاكل الزوجية ويقول بأن أمام الزوجين في حال حدوث مشكلة بينهما أربعة مواقف وهي :

1 – العلاج : ويعني قلع جذور المشكلة من أصلها كي لا تعود مرة أخرى .

2 – الإحتواء : ويعني إستيعاب المشكلة وحسن التعامل معها والحرص على عدم زيادة حجمها وتفاقمها .

3– التوظيف : ويعني محاولة تخفيف المشكلة من خلال توظيفها والإستفادة منها في ما هو خير .

4 – الإهمال : ويعني إهمال المشكلة وتجاهلها وتجاوزها فلعلها تذهب مع الوقت .

وطبعا المؤلف هنا يترك الخيار والحرية للقارىء في طريقة إختياره لحل مشكلته .

الفصل الخامس

يذكر المؤلف بعضا من فوائد المشاكل الزوجية منها الخبرة والتجربة لأنه كلما كثرت تجارب الإنسان في الحياة كلما إستطاع أن يواجه محن الحياة ومنحها بحكمة ودراية وكذلك فإن المشاكل الزوجية تعلم الزوجين الوقاية المستقبلية وتساهم في إغناء رصيد كل واحد منهما في التعرف على الآخر وأيضا فإن الخلافات الزوجية تساهم في تربية الزوجين نفسية الروح الرياضية في التعامل معها وغيرها الكتاب يحوي فصولا عديدة كما يحوي أيضا جداول ورسوما توضيحية حول بعض التمارين والتدريبات حول المشاكل الزوجية والحلول المقترحة لها وهو من 330 صفحة من القطع المتوسط ومن إصدارات دار إقرأ في دولة الكويت